الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الذي أفتينا به في عدة فتاوى: أنه لا يظهر تحريم اللعب بالألعاب التي بها موسيقى مع كتم الصوت - إذا كانت سالمة من المحاذير الشرعية الأخرى-؛ لأن علة المنع حينئذ هي سماع الموسيقى؛ والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فإذا انتفت علة التحريم، زال حكم التحريم، وعاد إلى أصل الإباحة، كما سبق في الفتوى رقم: 289495.
وأما الصورة التي ذكرتها، وما فيها من اللعب مع شخص آخر عبر الإنترنت، مع سماع اللاعب الآخر للموسيقى في اللعبة، وهل يعد اللعب في هذه الحالة إعانة له على استماع الموسيقى، وهل يعد اللعب في هذه الحالة بمثابة حضور مجلس المنكر دون تغيير، أم لا يعد كذلك؟ كل ذلك محل احتمال واشتباه، والأصل هو الإباحة، وعدم المنع والتحريم.
لكن الأسلم والأحوط هو لزوم الورع، وترك المشتبهات، والبعد عنها، لا سيما في أمر هو من اللهو واللعب، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه، وعرضه، ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه. متفق عليه.
والله أعلم.