الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت النهي عن كفت الثوب في حق المصلي أثناء الصلاة, أو قبلها عند الجمهور, لكنه لا يبطل الصلاة على كل حال، وهذا الكفت معناه الجمع, والضم، جاء في فتح الباري لابن حجر: والكفت بمثناة في آخره هو الضم وهو بمعنى الكف والمراد أنه لا يجمع ثيابه ولا شعره، وظاهره يقتضي أن النهي عنه في حال الصلاة، وإليه جنح الداودي، وترجم المصنف بعد قليل: باب لا يكف ثوبه في الصلاة، وهي تؤيد ذلك، ورده عياض بأنه خلاف ما عليه الجمهور، فإنهم كرهوا ذلك للمصلي، سواء فعله في الصلاة أو قبل أن يدخل فيها، واتفقوا على أنه لا يفسد الصلاة. انتهى.
وما قمت به من تقصير طرف كمك بالخياطة, لا يدخل في ضابط الكفت المنهي عنه، لأنه تقصير لطرف الكم وليس كفته أثناء الصلاة, أوقبلها لأجلها, جاء في مجموع الفتاوي للشيخ ابن عثيمين: وسئل فضيلة الشيخ: ما حكم كف الكم في الصلاة؟ فأجاب فضيلته بقوله: إن كفه لأجل الصلاة، فإنه يدخل في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، ولا أكف ثوباً ولا شعراً ـ وإن كان قد كفه من قبل لعمل قبل أن يدخل في الصلاة، أو كفه لكثرة العرق وما أشبه ذلك، فليس بمكروه، أما إذا كان كفه لأجل أنه طويل، فينبغي عليه تقصيره حتى لا يدخل في الخيلاء. انتهى.
والله أعلم.