الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم الولد طاعة الوالدين، أو التزام رأيهما في تخصص علمي، أو وظيفة حرفية معينة، كما بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 98481، 213064.
ومع هذا، فينبغي أن يحاول إرضاءهما ما استطاع، لا سيما إذا لم يكن عليه كبير مشقة في تنفيذ ما يُريدان، والواجب أن يكون الرفض في أدب، فقد قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}،
وأما إن كان المقصود أنه قد قبل الوظيفة ولم يعرض الأمر عليهما، ولا استشارهما؛ فلا حرج عليه إلا إن كانا قد أمراه أن يستشيرهما، ولم يفعل؛ فهو حرام؛ لأن طاعتهما في غير معصية واجبة في الأصل؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا. انتهى.
وقال ابن الصلاح في فتاويه: وربما قيل طاعة الوالدين واجبة في كل ما ليس بمعصية، ومخالفة أمرهما في كل ذلك عقوق، وقد أوجب كثير من العلماء طاعتهما في الشبهات. اهـ
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 64833.
والله أعلم.