الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الغرض من رش القبر بالماء تثبيت ترابه حتى لا يتسنى للريح كشف التراب عن الميت فقد نص العلماء على جواز ذلك.
وأما إن كان القصد هو التعبد بذلك أو كان يعتقد أنه ينفع الميت فذلك لا أصل له -فيما نعلم- وعليه فهو من البدع المستحدثات في الدين ويجب تركه.
أما عن سؤالك الثاني: فإنه تعاد التراب على القبر إذا انخفض مستواها، أو جرفتها الأمطار، وذلك صوناً للميت حتى لا ينكشف أو تظهر بعض أجزائه.
أما عن سؤالك الثالث: فإن المسائل المتعلقة بالميت وأحواله في قبره.. وهل يسمع ما يدور من حديث حوله ونحو ذلك تعتبر من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه إلا عند الدليل الصريح من الكتاب والسنة.
وقد وردت أحاديث صحيحة أن الموتى يسمعون كلام الأحياء، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الميت : " إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا ." وكذلك خطابه صلى الله عليه وسلم لقتلى المشركين في قليب بدر، وكذلك ما روته أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ." قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء ج4ص:491 أخرجه ابن أبي الدنيا في القبور، وفيه عبد الله ابن سمعان ولم أقف على حاله، وروى ابن عبد البر في التمهيد من حديث ابن عباس نحوه وصححه عبد الحق الإشبيلي .
وكل هذه النصوص التي ذكرنا لم يرد فيها تفريق بين الصغير والكبير، فلذلك ينبغي حملها على جميع الموتى، ولا مانع من ذلك لأن الأمور الغيبية مبناها على التوقيف.
والله أعلم.