الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أل قد تأتي عوضا عن الضمير، وبهذا تكون كلمة: والفتح المعرفة بأل، مساوية في المعنى لكلمة " فتحه " المضافة للضمير. ووجه البلاغة في ذلك هو تنوع الأسلوب القرآني.
فقد جاء في اللباب في علوم الكتاب لابن عادل: قوله تعالى: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح}: عليك وعلى أمتك، والمقصود: إذا جاء هذان الفعلان من غير نظر إلى متعلقهما، كقوله تعالى: {أَمَاتَ وَأَحْيَا} [النجم: 44] .
«أل» في «الفتح» عوض من الإضافة: أي: وفتحه عند الكوفيين، والعائد محذوف عند البصريين، أي: والفتح منه للدلالة على ذلك، والعامل في «إذا» : «جاء» وهو قول مكي، وإليه ذهب أبو حيَّان وغيره في مواضع وقد تقدم ذلك. اهـ.
وأما جاء وأتى فقد ذكر الدكتور فاضل السامرائي فرقا بينهما فقال: القرآن الكريم يستعمل أتى لما هو أيسر من جاء، يعني المجيء فيه صعوبة بالنسبة لأتى؛ ولذلك يكاد يكون هذا طابعا عاما في القرآن الكريم؛ ولذلك لم يأت فعل جاء بالمضارع، ولا فعل الأمر ولا اسم الفاعل. المجيء صعب. قال تعالى: (فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ (33) عبس) شديدة (فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) النازعات) شديدة. (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) الغاشية) لم يقل أتتك الغاشية، وإنما حديث الغاشية، لكن هناك الصاخة جاءت، والطامة جاءت. (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) النصر) هذا أمر عظيم، هذا نصر لا يأتي بسهولة، وإنما حروب ومعارك. اهـ.
والله أعلم.