الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لا يجب غسل الصدغين مع الوجه، وإنما يجب مسحهما مع الرأس، وهما تبع له، قال ابن قدامة في المغني: فأما الصدغ ـ وهو الشعر الذي بعد انتهاء العذار، وهو ما يحاذي رأس الأذنان وينزل عن رأسها قليلا ـ والنزعتان وهما ما انحسر عنه الشعر من الرأس متصاعدا في جانبي الرأس، فهما من الرأس، وذكر بعض أصحابنا في الصدغ وجها آخر أنه من الوجه، لأنه متصل بالعذار أشبه العارض، وليس بصحيح، فإن الربيع بنت معوذ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ فمسح رأسه ومسح ما أقبل منه وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة، فمسحه مع الرأس ـ رواه الترمذي وأبو داود، وغيرهما وحسنه الألباني ـ ولم ينقل أنه غسله مع الوجه، ولأنه شعر متصل بشعر الرأس فكان منه. انتهى.
قال العيني في شرح أبي داود: قوله: وصُدغيه، الصُدغ: بضم الصادـ ما بين العين والأذن، ويسمى أيضاً الشعر المتدلي عليها صُدغاً.
فتبين مما سبق وجوب مسح الصدغين مع الرأس، لا غسلهما مع الوجه.
والله أعلم.