الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على مواصلتك الاتصال بنا.
ويبدو عليك أنك تستطيع البحث والتدقيق في الأقوال, ونحن أبدينا لك سابقًا بعض ما اطلعنا عليه من كلام العلماء في المسألة, ولا يخفى على أي مسلم أن الأفضل دائمًا هو التمسك بما هو أحوط, وأقرب للورع, وأسلم, ونرجو منك التكرم ببحث هذه المسألة بنفسك, وحاول أن تبحث في كلام الفقهاء وشراح الحديث: هل حمل السلف كلام من منع السواد على التحريم أم الكراهة؟ وهل ما ورد عن بعض السلف من الصبغ بالسواد - إن صح عنهم - يقوى على الوقوف أمام النصوص الدالة على النهي عنه؟ فحاول أن تجمع من كلام العلماء ما تيسر في هذه الأمور, واعرضه على العلماء, وتحاور معهم بشأنه.
ونوصيك بالإخلاص, وأن تسأل الله دائمًا أن يهديك للحق فيما اختلف فيه, ومما يحسن أن تكثر قيام الليل، وأن تدعو في استفتاح القيام بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح به دائمًا، كما في حديث عائشة أنه كان إذا قام من الليل افتتح صلاته "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. أخرجه مسلم.
والله أعلم.