الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على تحريك للحلال، وخشيتك من الحرام. وما خاب سعي من اتقى الله عز وجل؛ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:3}. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
وهذا المال الذي أخذته بغير حق، كان الواجب عليك إبلاغ الجهة المسؤولة مباشرة لتقطعه. أما وقد كان ما كان، وعزلت المال، وتبت إلى رب العزة والجلال، وسعيت في رد المال إلى الجهة المسؤولة، لكن لم يمكن ذلك ولو بطرق غير مباشرة إلا بما فيه ضرر أكبر، فالسبيل إلى التخلص منه هو صرفه فيما ذكرت، كأن تدفعيه إلى جهات حكومية لها مشاريع عامة كجمعية دعم مرضى السرطان، أو الجمعيات الحكومية الأخرى ذات النفع العام، الهادف الشريف، وبذلك تبرأ ذمتك منه بإذن الله.
والله أعلم.