الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على كفالة اليتيم، فقد رغّب الإسلام فيها، ورتّب عليها الأجر الكبير والثواب العظيم، فعَنْ سَهْلٍ بن سعد قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. رواه البخاري.
وأكمل صور الكفالة أن يضمّ الكافل اليتيم إليه ليعيش في كنفه، ويتعاهده بالنفقة والتربية.
قال النووي: كافل اليتيم: القائم بأموره من نفقة، وكسوة، وتأديب، وتربية وغير ذلك. شرح النووي على مسلم.
وإذا لم يضمه إليه، ولكن دفع له المال الذي يكفيه لحاجاته من المطعم، والملبس، والتعليم وغيره، فهو أيضا كافل له، وأما دفع بعض المال للمساهمة في الإنفاق على اليتيم ورعايته، فهو عمل صالح –وإن لم يعتبر كفالة تامة- إلا أن فيه فضلا كبيرا وأجرا عظيما؛ وانظري الفتوى رقم: 94301 .
فالخلاصة أنك مأجورة –بإذن الله- على أي نوع من المساهمة في رعاية اليتيم، لكن إن قدرت على الكفالة التامة، فهذا أولى وأفضل، وإلا فلتفعلي ما يتيسر لك من المساهمة بالمال في هذه المؤسسة، وأبشري خيرا بالأجر والمثوبة –إن شاء الله-
والله أعلم.