الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا المعلم المذكور لا يكون مسلما إلا إذا تلفظ بالشهادتين، وبرئ مما ينتسب إليه من الدين الباطل، ومجرد ثنائه على الإسلام أو إقراره بما ذكر، لا يدخله في دين الله حتى ينطق بالشهادتين؛ لأن النطق بهما مع القدرة شرط في صحة الإسلام؛ وانظر الفتوى رقم: 132961.
وعليه؛ فهذا الرجل كافر، يعامل معاملة أمثاله من الكفار، فلا يجوز ابتداؤه بالسلام في قول الجمهور، ومن العلماء من رخص في ذلك للمصلحة، ومنهم من رخص في ابتدائهم بغير تحية الإسلام، وتفصيل القول في هذه المسائل، وبيان معنى الحديث المشار إليه قد فصلناه في فتاوى كثيرة؛ وانظر الفتوى رقم: 127032 وما أحيل عليه فيها.
جاء في الروض مع حاشيته: ولا يجوز تصديرهم -يعني أهل الذمة- في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، أو بكيف أصبحت أو أمسيت، أو حالك، أي ولا يجوز أن يقال لهم: كيف أنت وكيف حالك؟ قال أحمد: هذا عندي أكبر من السلام، وجوز الشيخ -يعني شيخ الإسلام ابن تيمية- أن يقال: أهلا وسهلا، وكيف أصبحت وكيف حالك؟ ويجوز بأكرمك الله، وهداك الله، يعني للإسلام. انتهى.
والله أعلم.