الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلست بمؤاخذ بتغيبك بعض الأوقات, ولا حتى كلها, ولك أن تصلي في أي مسجد شئت, كما أنك لست بملزم بشيء تجاه هذا المسجد وجماعته؛ لأن ما تقوم به إنما هو محض تبرع وتعاون منك على الخير, كما أنك لا تؤاخذ بتخلف غيرك عنها؛ لقول الله تعالى: "وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}, قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: النفوس إنما تجازى بأعمالها: إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد, وهذا من عدله تعالى .... فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره، ولا يهضم بأن ينقص من حسناته ... انتهى مختصرا, وأما كونهم اعتمدوا عليك فهذا تفريط منهم, وهم وحدهم يتحملونه.
والله أعلم.