الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على الأم أن تخدم ولدها الكبير بل واجب على الولد أن يخدم والديه إن احتاجا للخدمة.
قال الخادمي الحنفي في بريقة محمودية متحدثاً عن حقوق الوالدين: إذا احتاجا إلى الخدمة خدمهما. انتهى.
وفي غذاء الألباب للسفاريني: ومن حقوقهما خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة. انتهى.
أما منع والديك لك من الزواج فلا حق لهما في ذلك ولا تلزمك طاعتهما في ترك الزواج، وانظر حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم : 76303
ويجوز لك أن تنفرد عنهم بالسكن ما دام ذلك ليس فيه تضييع لهما، لكن عليك برهم بكل حال.
قال ابن قدامة: فَأَمَّا الْبَالِغُ الرَّشِيدُ, فَلا حَضَانَةَ عَلَيْهِ, وَإِلَيْهِ الْخِيرَةُ فِي الإِقَامَةِ عِنْدَ مَنْ شَاءَ مِنْ أَبَوَيْهِ, فَإِنْ كَانَ رَجُلا, فَلَهُ الانْفِرَادُ بِنَفْسِهِ لاسْتِغْنَائِهِ عَنْهُمَا, وَيُسْتَحَبُّ أَنْ لا يَنْفَرِدَ عَنْهُمَا , وَلا يَقْطَعَ بِرَّهُ عَنْهُمَا. المغني.
وننبهك إلى أنّ حق الأم عظيم وعقوقها من أكبر الكبائر كما أن برّها من أعظم أسباب رضا الله، فعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم قال. فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي. وانظر الفتوى رقم : 55048
والله أعلم.