الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت تعلمين أن قصد زوجك بعبارة التفويض هو أنه يريد تفويض استقدام نفسك إليك بدون واسطة مكتب فما وجه وسواسك في ذلك؟ ولو افترضنا -جدلاً -أنه يقصد بها تفويض طلاقك إليك- فينبغي أن تعلمي أن تفويض الطلاق للمرأة لا يكون إلا بلفظ صريح أو كناية.
جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب جمهور الفقهاء إلى تقسيم ألفاظ التفويض في الطلاق إلى صريح وكناية، فالصريح عندهم ما كان بلفظ الطلاق، كطلقي نفسك إن شئت، والكناية ما كان بغيره كاختاري نفسك وأمرك بديك. انتهى.
فبان لك أن هذا اللفظ لا يمكن أن يكون تفويضاً لطلاقك إليك، ولو افترضنا أيضاً أن اللفظ يصلح لأن يكون تفويضاً للطلاق، وأن زوجك قصده به، فإن تفويض الطلاق للزوجة ليس تطليقاً لها، وإنما هو جعل ذلك لها، فإن شاءت أوقعته وإن شاءت تركته. ولم يبق إلا أن نقول إنك قد بلغت حداً من الوسوسة إذا بقيت عليه فإنه سيفسد عليك حياتك.
فننصحك بالإعراض عن مثل هذه الوساوس فأنفع علاج لها هو عدم الالتفات إليها.
والله أعلم.