الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنه يجب التنزه عن الألعاب الألكترونية التي يكون في محتواها شيء من المحاذير الشرعية، سواء من الناحية العقدية والفكرية، أو من الناحية العملية.
ومن أمثلة الناحية الأولى: احتواؤها على رموز وشعارات لملل الكفر، أو محوها لمعالم الولاء لله ولرسوله والمؤمنين، أو بثها روح العداوة والبغضاء بين المسلمين.
ومن أمثلة الناحية الثانية: الإلهاء عن الصلاة والصد عن ذكر الله، والإشغال عن الواجبات الشرعية، ووجود الموسيقى وصور العورات.
وبصفة عامة فإنه لا يجوز اللعب بألعاب الحاسوب، إلا إذا خلت من المحرمات وتوافرت فيها المعاني والضوابط الشرعية، التي سبق بيانها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 8089، 51638، 111654.
وأما بخصوص ما ذكر في السؤال، فإنا نسأل الله تعالى أن يصرف عن السائل الكريم كيد الشيطان ووسوسة الصدر. فإن ما ذكره لا يعدو حدود الإثم، وفرق هائل وبون شاسع بين ذلك وبين الكفر، فليس كل من فعل محرما وقع في الكفر، بل ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، وقد سبق أن بينا ذلك مع بيان ضوابط التكفير وخطر الكلام فيه، وأن من ثبت إسلامه بقين فلا يزول بالشك، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 721، 106396، 53835.
وطالما أن السائل الكريم يعلم أنه يعاني من الوسوسة، فليبادر لعلاجها وليجتهد في ذلك ويشغل به نفسه، ولا يسترسل معها بل يطرحا عن ذهنه وينتهي، ويستعيذ بالله منها ومن شرها، وقد سبق لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 70476 ، 48325، 60628، 51601.
والله أعلم.