الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إعطاء الدواء للمريض عند عدم القدرة على التشخيص يعتبر غشاً للمريض يأثم من فعله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح مسلم: من غش فليس مني.
والواجب على من عجز عن التشخيص أن يحيل المريض إلى أطباء آخرين يمكنهم الاطلاع على حقيقة المرض حتى يصرفوا لصاحبه العلاج النافع ـ بإذن الله ـ فهذا الطبيب قد أخطأ في هذا التصرف، فإذا كان المريض توفي بسبب المرض الذي لم يعط له علاج نافع ـ بإذن الله ـ ولم يكن للدواء أثر في موته، فإن الطبيب قد أخطأ في عدم تحويل المريض إلى طبيب آخر يستطيع تشخيص حالة المريض.
والظاهر أنه لا يضمن ما حصل للمريض، لأن الجمهور لا يضمنون من قصر في انقاذ إنسان من الهلاك، ولكنهم يؤثمونه، وخالف المالكية فضمنوه، لأن الترك فعل عندهم في الصحيح، كما قال صاحب المراقي:
والترك فعل في صحيح المذهب.
وراجع الفتويين رقم: 130152، ورقم: 75950.
والله أعلم.