الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أوتطيرله، أوتكهن، أوتكهن له، أوسحر، أوسحر له. ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال المنذري: إسناده جيد.
فعليك أن تتوبي إلى الله من ذلك، وتحذري من تصديق هذه العرّافة في اتهامها لعماتك بعمل السحر، واعلمي أنّ علاج السحرـ إن وجدـ يسيرٌ بإذن الله تعالى، ولا يكون عند هؤلاء الدجالين الكذبة، وإنّما يكون بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة، مع التوكل على الله، ولمعرفة كيفيتها راجعي الفتويين رقم:2244 ، 10981.
ولا نرى في أمرك ما يدعو للقلق والاضطراب، فاستعيني بالله وأحسني الظنّ به، ولا تفتحي الأبواب للشيطان ليلقي في قلبك الهواجس ويزرع فيه اليأس، واعلمي أنّ الزواج قدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].
والله أعلم.