الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن التثويب في صلاة الصبح وهو قول ـ الصلاة خير من النوم ـ مسنون، لدلالة الأحاديث الصحيحة عليه، وقد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي سنن أبي داود وغيره وصححه الشيخ الألباني قال صلى الله عليه وسلم: فإن كان في صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم.
ثم إن التثويب في أذان الصبح سنة، فلو تركه المؤذن صح أذانه، قال النووي ـ رحمه الله: والمذهب أنه مشروع فعلى هذا هو سنة لو تركه صح الاذان وفاته الفضيلة، هكذا قطع به الأصحاب، وقال إمام الحرمين في اشتراطه احتمال. انتهى، واعلم أن الحكمة من مشروعية التثويب في صلاة الصبح أنه وقت نوم الناس ـ غالبا ـ، فاحتاجوا إلى التنبيه بهذه الكلمة ليكون أدعى إلى انتباههم واستيقاظهم. قال ابن قدامة رحمه الله: ولأن صلاة الفجر وقت ينام فيه عامة الناس ويقومون إلى الصلاة عن نوم، فاختصت بالتثويب لاختصاصها بالحاجة إليه. انتهى.
ولا يعني هذا أن الناس إذا كانوا مستيقظين لم يشرع التثويب، فإن أدلة السنة ليس فيها تخصيص مشروعية التثويب بحال نوم الناس، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أو التابعين التفريق بين الحالين، ولم يقل بمشروعية التثويب في حال دون حال أحد من العلماء الذاهبين إلى مشروعية التثويب في الصبح ـ فيما نعلم ـ والسنة أولى ما اتبع، وقد تنتفي الحكمة ويثبت الحكم إذا كانت حكمة التشريع أغلبية، ومن ثم فالمشروع لكل مؤذن لصلاة الصبح أن يثوب قائلا: الصلاة خير من النوم ـ سواء كان الناس نائمين، أو بعضهم مستيقظا وبعضهم نائم، أو كانوا كلهم مستيقظين.
والله أعلم.