الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجبُ عليِكِ أولاً أن تتوبي إلى الله عز وجل من تقصيرك في طلب العلم ، وعدم سؤالك عما يجبُ عليكِ تعلمه من أحكام الدين، مما أدى بكِ إلى تأخير إخراج الزكاة عن وقتها هذه المُدة الطويلة ، ثم اعلمي أن الزكاة دينٌ في ذمتك، لا تبرأين إلا بقضائها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : فدينُ الله أحق أن يُقضى. متفق عليه .
والزكاة لا تسقط بالتقادم، فمن أخر إخراج الزكاة سنين لزمه إخراجها عن جميع ما مضى من السنين، وانظري الفتوى رقم: 20637.
والمال الذي لديكِ، وإن كان مُدخراً فإن الزكاة واجبةٌ فيه، لأنه مالٌ نامٍ في الأصل، فهو مال زكوي وإن لم يُرصد للنماء. وانظري الفتوى رقم: 96219، ورقم: 115971 .
فعليكِ أن تحسبي الوقت الذي بلغ فيه مالُكِ نصابا، وهو ما يساوي 85 جراماً من الذهب الخالص أو 595 جراما من الفضة الخالصة تقريبا ، ثم تُزكي هذا القدر، وتحسبي كم كان مالٌكِ بعد بلوغ النصاب على رأس كل حول هجري، وتُخرجين زكاته وهي ربع العشر 2.5% ، وذلك عن كل سنة ، فإن عجزتِ عن معرفة اليقين في ذلك ، فاعملي بالتحري، وأخرجي من مالكِ ما يحصلُ لك به اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، وانظري الفتوى رقم: 117113 والفتوى رقم: 44533 .
والله أعلم.