الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اشتمل الحفل على شيء من المنكرات أو ترتب على ذهابك إليه ضرر عليك أو تضييع لصلاتك أو ترتب على ذهابك بأخواتك إليه إعانة على شيء من الحرام فلا تجب عليك طاعة والدك، ولكن ينبغي أن تداريه بحيث تستطيع التخلص من تنفيذ أمره في هذه الحالة دون أن يترتب على ذلك سخطه عليك، وراجع في ضوابط طاعة الوالدين الفتوى رقم: 76303.
وأما طاعة الوالدين في المشتبهات فأكثر العلماء على وجوبها. قال القرافي في الفروق: قال الغزالي في الإحياء: أكثر العلماء على أن طاعة الوالدين واجبة في الشبهات دون الحرام، وإن كرها انفراده عنهما في الطعام وجبت عليه موافقتهما ويأكل معهما؛ لأن ترك الشبهة مندوب وترك طاعتهما حرام، والحرام مقدم على المندوب. اهـ
وقال الخادمي في كتابه: بريقة محمودية: إذا أمراه أطاعهما ما لم يؤمر بالمعصية، وأما في الشبهات فاختلف فالأكثر الإطاعة؛ لأن ترك الشبهة ورع، ورضا الوالدين حتم. اهـ
والله أعلم.