الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأب أحق بالحضانة عند سفره سفر نقلة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 47638، ولا حق للأم في الحضانة إذا كانت فاسقة لأن الفسق من الأمور التي يسقط بها حق الحضانة عن الأم، وراجعي الفتوى رقم: 39576.
فمن واجب الأب أن يسعى في الحصول على حضانة الأبناء ويكون آثما إذا قصر في ذلك، وأما إذا لم يستطع فلا إثم عليه.
كما يجب عليه النفقة على الأبناء إذا لم يكن لهم مال يكفيهم، وأما إذا كان لهم مال فلا يجب عليه نفقتهم، فإذا كان المال الذي يحصل عليه الأبناء من الحكومة المذكورة يكفيهم فلا حرج على الأب في عدم إرسال النفقة لهم لاسيما إذا علم عدم وصولها إليهم، وعليه أن يسعى في ضم أبنائه إليه وحمايتهم من المجتمع الذي هم فيه فإن تربيتهم التربية الإيمانية أوجب وآكد من التربية الجسمية، فإن لم يستطع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأما الأم فلا يحق لها رفض نفقة الأبناء من والدهم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 77219، ولا يجوز لها منع زيارته لهم أو اتصاله بهم ونحو ذلك فإن ذلك قطع للرحم وهو من كبائر الذنوب كما أنه إعانة على العقوق وهو من كبائر الذنوب أيضا.
والله أعلم.