الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
والجهات القضائية التي عناها السائل إن كانت لا تحكم بالشريعة الإسلامية ولا تقسم الميراث قسمة شرعية فإنه لا يجوز التحاكم إليها ولا عبرة بما تفرضه من أحكام تخالف الشرع، وعلى الورثة أن يجتهدوا في قسمة التركة القسمة الشرعية، وينبغي أن تتولى محكمة شرعية إن وجدت أو أحد المراكز الإسلامية النظر في قضايا المواريث، لأن أمر التركات أمر خطير جداً وشائك للغاية وبالتالي فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها مفت طبقاً لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، أو مشافهة أهل العلم بها إذا لم توجد محكمة شرعية ‘ فقد يكون هناك وراث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة المحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقاً لمصالح الأحياء والأموات.