الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السماح بالغش في الامتحانات من البلايا العظيمة، وهو لا يبرر الغش، والواجب الإنكار على كل من سمح بذلك أو تعاطاه حسب الاستطاعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غشنا فليس منا" متفق عليه، وفي رواية لمسلم: " من غش فليس منا" ومعنى الحديث: أن من غش فليس من المؤمنين الذين كمل إيمانهم، ولكنه مسلم عاص لا يستحق لقب الإيمان حتى يتوب من فعله، فالغش محرم سواء سمحت به الجهة التعليمية أو لم تسمح به ، وهو خداع وتغرير يستوي بسببه المجتهد والمهمل، والبليد والذكي، والنشيط والكسول، فضلاً عن أثر ذلك فيما بعد عند تولي المناصب كالتدريس، والإدارة، فكم من مدير لا يعرف شيئاً عن الإدارة! وكم من فني لا يعرف طريقة التشغيل الصحيحة، لأنه ما تعلم حقاً، واعتمد على الغش في حياته، وكم من أستاذ مادة ليس عنده ما يعطيه. والحاصل أن الغش في الامتحانات ممنوع في جميع الأحوال.
والله أعلم.