السؤال
أنا شابة من المغرب منذ صغري أهوى الرقص والأغاني وأريد أن أختصر لك وإني لراغبة أن توجهني لأسلك طريق ربي الحمد لله أصلي ولكن لم أستطع بعد التغلب على هوى الرقص في المناسبات العائلية و بمناسبة زفاف أختي الكبيرة سوف أرقص إن شاء الله وإن لم أرقص أخشى أن تقول إنني لم أفرح لها ومشكلتي أنني لا أستطيع أن أقاوم عندما أسمع الموسيقى والله المعين مع العلم أنه لن يكون هناك اختلاط إنني أريد مرضاة الله. أريد جوابا. لكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينغي أن تعلمي أيتها السائلة الكريمة أن رقص المرأة أمام بنات جنسها جائز بشروط بيناها في الفتويين رقم: 5659، 1258.
ولكن الإكثار منه واتخاذه عادة يخل بالمروءة ويسقط الشهادة ولو كان مباحا، فالأولى تركه سيما أنه في الغالب لا يخلو من مصاحبة الآلات المحرمة، وإن لم تكن وكان بين النساء ربما صوره بعضهن في الجوالات التي عم البلاء بها وعرضنه على الرجال الأجانب. فينبغي الاحتياط لذلك والتنبه له.
فإذا كان رقصك من هذا القبيل فلا حرج عليك أن تفعليه لدى زفاف أختك تطييبا لخاطرها وحفاظا على ودها. ما لم يخالطه ما يمنعه من الأمور المحرمة كآلات المعازف وحضور الأجانب كالعريس مثلا فلا يجوز لك حينئذ فعله ولو أدى ذلك إلى سخطها إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، فقد ثبت في صحيح ابن حبان بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
وإذا كان زفاف أختك أو غيرها يشتمل على أمور محرمة كاختلاط أو موسيقى ونحو ذلك فلا يجوز لك حضوره إلا إذا أمنت على نفسك، ونويت تغيير المنكر كما بينا في الفتويين رقم:131، 9698.
ومهما يكن من أمر فعليك أن تتقي الله سبحانه وتعالى فلا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك، واعلمي أن من يتق الله يفرج كربه، وييسر أمره، ويرزقه من حيث لا يحتسب، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
وننصحك بترك الرقص ولو كان مباحا لما قد يؤدي إليه من إدمانه وهو من خوارم المروءة، كما ذكرنا، فتجنبي مجالسه ومظانه. نسال الله سبحانه وتعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، ويهيئ لك من أمرك رشدا، ويوفقك لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.