الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج من زوجته المصرة على كشف بعض وجهها

السؤال

شيخنا الكريم أرجو الإجابة عن سؤالي هذا لأهميته حيث يتعلق بالإجابة مصير أسرة، بداية لكي يسهل تخيل الأحوال فأنا تزوجت ابنة عمي، ولكن للأسف فالأسرة مليئة بالعقد والأمراض النفسية والتي تصعب معها الحياة وزوجتي عنيدة للغاية ولديها قناعات غريبة يمكن من أجل مشكلة صغيرة أن تدمر كيان الأسرة وأن تتعدى حدود الله مبررة لنفسها [تبريرات واهية ومنذ ثلاث سنوات تقريبا أي بعد زواجي بسنتين حدث خلاف بيننا وتدخلت الأسرة وبسبب التعنت والعناد افترقنا لعام ونصف دون طلاق وقامت بيننا قضايا إلا أنه في النهاية وبفضل الله حدث صلح وعدنا إلى البيت ومنذ هذه اللحظة وأنا أحاول الإبقاء على البيت من أجل الأولاد مهما ضحيت وتنازلت، ولكن هذه المرة فالأمر صعب فزوجتي منتقبة ولكن بالنقاب الذي يسمى البيشة وهو يظهر العينين والحاجبين وجزء من الجبهة وحين أطلب منها تغطية عيناها تتعلل بأنها لا تستطيع التنفس والرؤية من أسفل النقاب مهما كانت الخامة خفيفة ويدخل الحوار إلى محك خطير -أعلم بأن الأمر مدار خلاف بين من برجح رأي شيخنا الألباني وبين من يرجح رأي علماء المملكة حفظهم الله ورحم موتاهم وأنا أميل إلى الوجوب ولو من باب الغيرة على أهل بيتي، ولكن ما أسأل عنه هل أكون آثما بترك زوجتي تبدي عينيها أم ليس علي سوى النصح لها حيث إني لا أملك أمرها لعنادها الشديد وأن قانون بلدي يضعف سلطاني عليها وليس فى إمكاني بعد ذلك إلا هدم البيت -فأخبرني أعزك الله ماذا أفعل وما هو حكمي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به لمعالجة هذا الأمر مع زوجتك هو أن تأخذها بالحكمة واللين، وذلك لأن المسألة كما علمت محل اختلاف بين أهل العلم حيث لا يرى الجمهور وجه المرأة عورة يجب عليها تغطيته، وذهب بعضهم إلى أنه عورة وهو الصحيح المفتى به عندنا، كما في الفتوى رقم: 5224.

وبناء على قول الجمهور فلا يلحقك إثم إن شاء الله تعالى خاصة أن هذه الزوجة تغطي جميع وجههاً باستثناء بعضه، ولعلك إن أخذتها باللين في القول وعدم التشدد تستجيب لك في المستقبل، وإياك أن تشدد عليها فتكرهها في الحجاب، ولتحمد ربك أنها مازالت ملتزمة به بينما غيرها من نساء كثيرات لم يعدن يلتزمن بتغطية ما هو مجمع عليه مما هو واجب الستر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني