السؤال
نعلم أن العالم يخطئ و يصيب وهو في كلتا الحالتين له أجر فإن اتبعنا ذلك العالم وقد أخطأ في فتواه ونحن نثق في ذلك العالم فهل نأثم لفعلنا لشيء خاطئ و ماذا يجب علينا فعله لتجنب هذه المواقف فبعض الفتاوى الخاطئة أدت إلى فتن وهو ما حصل فعلا في بلادنا. وما نصيحتكم لنا خاصة ونحن ليس لدينا عالم أو حتى مجرد طالب علم و لانكاد نتحصل على العلماء ولدينا أسئلة كثيرة لا نجد كيف نجيب عليها و كلها أسئلة هامة ومستعجلة ؟جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلتعلم السائلة الكريمة أن طلب العلم فرض من فرائض هذا الشرع، روى ابن ماجه والطبراني وصححه السيوطي لغيره من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم. وعليه فأول ما ننصحكم به هو الاجتهاد في طلب العلم. فإن العلم منه ما هو متعين معرفته بالنسبة لكل إنسان، كأحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها مما يخاطب به كل فرد على حدة. ومنه ما هو مطلوب أن يعرف، في الجملة، وإذا عرفه البعض سقط وجوبه عن البقية، وإذا تركه الجميع أثم الكل بتركه. فالواجب على المجتمع الذي أنت فيه أن يستجلب علماء يعلمون الناس أمر دينهم. ثم إن العامى إذا سأل أحد العلماء عن مسألة وهو يثق في علم ذلك العالم وورعه، فإذا تبين أن الذي أفتاه به غير صواب فلا شيء على المستفتي في ذلك لأنه فعل ما أمر به من السؤال، قال الله تعالى: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {النحل: 43}. ولكن واجبه بعد ذلك أن لا يستمر على الخطأ بعد أن عرف الصواب.
والله أعلم.