السؤال
أنا امرأة فلسطينية أعاني من عدم الإنجاب منذ15 عاما وحاليا أدرس في الجامعة وقد تركت موضوع العلاج منذ فترة طويلة بعد أن جربت كل الوسائل من ضمنها العلاج بالتخصيب الصناعي (أطفال الأنابيب) وفجأة يتصل بي أخي ليخبرني أنه جاء بكتاب من رئيس السلطة وكان قد قدم له منذ شهر ولم يخبرني بذلك, أنا حاليا في بداية الفصل الدراسي في الجامعة وأنا محتارة ماذا أفعل أسأل هل يحل لي هذا العلاج من السلطة وزوجي يقدر على دفع نفقات العلاج وأنا الآن أشعر أني غير مهيأة نفسيا لذلك خاصة أنا أدرس وأحب دراستي ولا أرغب في تأجيلها لأنه فاتني الكثير **وبارك الله فيكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طلب النسل مما رغب الإسلام فيه وحث عليه. قال تعالى: فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ {البقرة: 187}. قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: معناه: وابتغوا الولد. وفي الحديث: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. رواه النسائي.
هذا؛ وإذا قدر أن المسلم أو المسلمة لا ينجبان فيسن لهما التداوي، ولقد فتح الرسول صلى الله عليه وسلم الباب واسعا أمام المرضى بقوله: ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد.
فلا ييأس المسلم من البحث عن دواء أو وسيلة مباحة تكون سببا بإذن الله عز وجل في حصوله على الذرية.
وأما حكم العلاج على حساب الحاكم فإن كان من ماله الخاص ولم يعلم الآخذ أن عين ما يأخذه حرام فلا حرج فيه، وعطايا السلطان يجوز أخذها للفقير والغني بالشرط المتقدم. أما إن كان هذا المبلغ من بيت مال المسلمين ومثله الخزينة العامة أو المال العام فيحق له الأخذ إن كان محتاجا، وهل تعتبر الزوجة محتاجة مع قدرة زوجها على علاجها؟ الجواب نعم، لأن الزوج غير ملزم بتحمل هذا النوع من العلاج، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 18627.
والله أعلم.