الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الاستحلال من أذية المسلم والكافر

السؤال

منذ ست سنوات، كنت في مدرسة بدولة مسلمة، كان فيها معلم غير مسلم. بعثت له رسالة من حساب أحد أصدقائي أسبّه فيها بألفاظ غير لائقة. (كانت نيتي أن يظن أن صديقي هو من قام بهذا). والآن، غادرت الدولة، ولكني تبت وهداني الله -والحمد لله- وتذكرت هذا الموقف. فهل يجب عليَّ أن أتصل بالمدرسة وأطلب منهم أن أكلمه وأعتذر إليه؟ أم يكفي الدعاء له بالهداية؟ لأني لا أريد أن أفضح نفسي؛ (لأنه لا يعلم أنني أنا من قام بهذا)، ولا أريد أن أشوّه سمعتي في المدرسة. وغالبًا قد يكون نسي ما حدث. فهل يجب أن أقول لهذا المدرس إنه لم يكن صديقي من بعث الرسالة، أم يكفي الدعاء لصديقي وللمدرس؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت في حق صديقك أولًا، وفي حق ذلك المعلم ثانيًا، فإن كنت فعلت هذا بغير علم صديقك وإقراره لك، فعليك أن تبيّن له ما حصل، وتستحلّه منه؛ لأنه اعتداء عليه ترتب عليه ضرر من تشويه سمعته، وإفساد العلاقة بينه وبين ذلك المعلم.

وأمَّا إن كان ذلك بعلمه، فقد بقي حق ذلك المعلم، فيرجى أن يكفر ذلك الذنب عنك دعاؤك له بالهداية، وقد بيّنا أن غيبة الكافر، وكذا أذيته لا تجوز ما لم يكن محاربًا، وهذا الذي فعلته هو من الأذية لذلك المعلم، فيكون محرّمًا، وانظر الفتوى: 219355، وإنما لم نطلب منك استحلال هذا المعلم؛ لكونه لا يعلم كون الأذية حاصلة منك، ولغلبة الظن بكونه نسي الأمر برمته، فيكون في إخباره مفسدة راجحة على المصلحة، وانظر الفتويين: 171183، 397057.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني