الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب طاعة الأب في ترك نوافل العبادات لأجل المذاكرة؟

السؤال

أبي يقول لي: "عليك بالمذاكرة والفرائض"، وأنا كنت - والحمد لله - أحفظ القرآن، وأحافظ على السنن، وأذهب إلى صالة الرياضة، وأحيانًا أتبع الجنازة. فهل يجب عليَّ طاعة أبي، والمذاكرة، والقيام بالفرائض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمر الله بالإحسان إلى الوالدين، وحذَّر من عصيانهما وإيذائهما بأي قول، أو فعل. قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء: 23}.

وهنالك ضوابط لوجوب طاعة الوالدين فيما يأمران به، أو ينهيان عنه، أهمها: أن يكون في غير معصية لله عزَّ وجلَّ، وأن يكون للوالدين في ذلك غرض صحيح، وألّا يكون فيما أمرا به أو نهيا عنه ضرر على الولد أو مشقة. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 76303.

فإذا كان والدك له غرض صحيح -كالشفقة عليك، وحثك على المذاكرة التي أنت بحاجة إليها-، فإنك تطيعه فيما أمرك به من ترك النوافل، وما ذكرتَ بعدها. وراجع الفتويين: 412618، 233401.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني