الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستجاب دعاء المظلوم على ذي الرحم الظالم؟

السؤال

نعلم أن دعاء المظلوم على الظالم مستجاب -بإذن الله-، كما نعلم أن الدعاء لا يُستجاب إذا كان فيه إثم أو قطيعة رحم، فإذا اجتمع الأمران مع بعضهما، بأن كان هناك شخص مظلوم من أحد أرحامه -شخص ظالم مؤذٍ، وسيء الخلق والعشرة جدًّا-، فإذا دعا المظلوم على الظالم بشيء فيه قطيعة رحم -مثل: الموت، أو المرض الشديد، أو أن يباعد الله بينهما إلى يوم الدين-، فهل يُستجاب هذا الدعاء؛ لأنه دعاء من مظلوم على ظالم، أم لا يُستجاب لأن فيه قطيعة رحم؟ وإن وقع الدعاء ومات الشخص الظالم، فهل يكون دعاء المظلوم عليه سببًا في موته، ويكون المظلوم هو من تسبب في موته؟
ملحوظة: أنا لا أسأل عن حكم هذا الدعاء؛ لأني أعلم أنه مكروه ولا يجوز، ولكني أسأل عن نتيجته إذا حدث بالفعل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن دعوة المظلوم مستجابة، ولو كان الظالم من أرحامه وأقربائه، ما لم يتعدّ حدود ما يباح له من الدعاء عليه.

ويشهد لاستجابة دعاء ذي الرحم على قريبه دعوة الوالد على ولده؛ ما أخرجه الترمذي، وحسنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات لا شك في إجابتها: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده.

وكذلك قصة جريج المشهورة، ودعاء أمّه عليه، وقد استجاب الله دعوتها؛ فابتلي جريج بسببها، وهي في الصحيحين.

ولمعرفة ما يجوز من الدعاء على الظالم، راجع الفتوى: 497566.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني