السؤال
ما الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل المسارعة إلى فعل الخيرات قبل انقضاء الأجل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في فضل المسارعة إلى الخيرات جملة من الأحاديث، منها ما يدل على المسارعة إلى الخيرات عموماً، ومنها ما يدل على المسارعة إلى عمل خاص من أعمال البر والخير، فمن ذلك:
ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بادروا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة. والمراد بخاصة أحدكم: الموت، كما ذكر ذلك الإمام النووي.
وفي صحيح مسلم -أيضًا- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا.
ومنها: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله؛ أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان.
ومنها: ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر قال: أخَذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.
ومنها: ما رواه الحاكم عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك. وقال: صحيح على شرطهما.
ومنها: ما رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقا، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، ونحيلك لمزيد من الفائدة إلى كتاب صحيح الترغيب والترهيب، وكتاب رياض الصالحين.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني