الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من التعامل مع العراف ومن يدعي معرفة الأسرار

السؤال

تعرف والدي على شخص يدّعي أنه يعرف الأمور المخفية، مثل ما في باطن الأرض، دون استخدام أي وسيلة ظاهرة. كما يدّعي أنه يستطيع معرفة ما إذا كان الشخص الذي يجلس معه محسودًا أو مسحورًا، دون استخدام الرقية الشرعية، فقط: من خلال النظر إليه.
وأيضًا: يدّعي معرفة ما إذا كان هذا الشخص يتواصل مع الفتيات، أو إذا كان شخصًا صالحًا، وغير ذلك من الأمور.
وعندما قابلته لأول مرة، قال لي: "أنت محسود." فقلت له: "كيف عرفت ذلك؟" فأجاب: "لا دخل لك." فقلت له: "لا يعلم الغيب إلا الله، وعنده مفاتح الغيب." ووجهت له بعض الكلمات، بمعنى أنني وضعت له حدًّا.
وعندما عدت إلى المنزل، حدثت مشكلة بيني وبين والدي بسبب ما حدث بيني وبين ذلك الرجل. فقلت لوالدي: "هذا دجال وكذاب"، بمعنى أنني أوضحت له حقيقته. ثم اعتذرت من والدي. فهل يجوز التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الظاهر منع التعامل مع هذا الشخص وتصديقه، لأن ادعاءه معرفة هذه الأمور يدل على أنه عراف أو أنه يتعامل مع الجن، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا. رواه أحمد ومسلم. وقال -صلى الله عليه وسلم-: من أتى عرَّافا، أو كاهنًا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.

قال البغوي في شرح السنة: العراف هو الذي يدّعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها. اهـ.

وقيل: هو الكاهن الذي يخبر عن بعض المضمرات، فيصيب بعضها، ويخطئ أكثرها، ويزعم أن الجن تخبره بذلك.

ومن خاف الحسد أو العين؛ فعليه بالرقية الشرعية المبينة في الفتويين: 7151، 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني