الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل وراتب من التحق بوظيفة بتزكية غير حقيقية

السؤال

كنت أبحث عن فرصة عمل، فاتصل بي مالك شاحنة لديه عقد مع شركة نقل لا عمل عنده، فعرض سيرتي الذاتية على شركة النقل، ثم قمت بمقابلة العمل مع الشركة عبر الهاتف، فقالت لي مسؤولة الموارد البشرية: إنه يلزمها استشارة قبل تحديد موقفها من توظيفي، بعدها اتصل بي صاحب الشاحنة، وأخبرني أن الشركة اتصلت به، وأبدوا تحفظهم تجاهي؛ لأنهم لاحظوا من سيرتي الذاتية أنني لا أظل أعمل طويلا مع المشغلين السابقين، فأشكل عليهم، هل يمكنهم الاعتماد علي حسب ما فهمت من الرجل، وفي معرض كلامه معي، أي صاحب الشاحنة، بدأ يوضح لي ظروف، وأجرة العمل، فاتفقنا، وتأكد أنني أريد أن أشتغل معه، فقال لي: بأنه سيخبرهم بأنه يعرفني لمدة سنتين خلت؛ ليطمئنهم، وربما زاد عن ذلك من التزكية رغم أنه لا يعرفني، فقلت له في وقت ما من محادثتنا: لا مشكلة، فهل قولي له: لا مشكلة، وربما هو زكاني كذلك رغم عدم معرفته بي يجعلني شريكا له في كذبته، وبالتالي، هل يحل لي هذا العمل، وأن المال الذي سأجنيه من هذا العمل سيكون حلالا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت تقوم بالعمل الذي تكلف به في الشغل قياما تاما على الوجه المطلوب، فراتبك الذي تناله مقابل العمل مباح -إن شاء الله-؛ لأنه في مقابل العمل الذي تؤديه في منفعة مباحة.

فما دام العمل في نفسه مباحا، فالمال المكتسب منه مباح، وإن أثمت أنت، ومن ساعدك من جهة إقرارك له على تزكيته لك، وإخباره بالكذب عن معرفتك منذ سنتين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني