السؤال
كنت ذاهبة لأداء العمرة، فتوضأت. وعندما وصلت إلى الحرم المكي، كان وقت صلاة العشاء؛ فصليت، وقمت بالطواف.
وبعد ذلك قمت بصلاة ركعتين، وأثناء صلاة الركعتين والقيام والركوع، أحسست برطوبة أو نزول ماء، فراودني الشك، فذهبت للحمام، فتيقنت من وجود بلل لا أعلم هل هو رطوبة أو نقطة بول؟
قمت بتجديد الوضوء، وإعادة صلاة الركعتين، وأكملت السعي والتقصير. لكن هل كان يجب علي إعادة الطواف أيضا، مع العلم أن الشك راودني أثناء صلاة الركعتين بعد انتهاء الطواف، ولكن أخشى أن تكون نقطة الماء نزلت مني أثناء الطواف ولم أشعر.
أحس بالذنب بسبب عدم إعادة الطواف أيضا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا البلل الذي رأيت لا يؤثر على صحة طوافك، ولو كان ما رأيته قطرة بول؛ لأنك إنما رأيت ذلك بعد الفراغ من الطواف، وأحسست به أثناء صلاتك للركعتين بعده. والحادث يُقَدَّر بأقرب الزمان.
قال السيوطي في الأشباه والنظائر: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.
وأقرب الزمان هو وقت اطلاعك على البلل، وتيقنك منه، لا ما قبل ذلك.
وهذا القاعدة تنفعك في كثير من الأمر، وهي من قواعد التيسير، ورفع الحرج والمشقة. وقد قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}.
وعلى كل، فطوافك صحيح، وليس عليك إعادته.
وما تشعرين به من ندم على عدم إعادة الطواف، يلزمك دفعه، والإعراض عنه بعد ما تبين لك الحكم الشرعي فيما فعلت.
والله أعلم.