السؤال
أصدرت الدولة قرارا بمنحها منحة البطالة لمن تخرج من الجامعة أو المعهد، ولم يجد عملا في منصبه. وأنا خريج معهد، ولم أجد منصبا في الدولة إلى الآن، لكنني أعمل عند الخواص بدون ضمان اجتماعي. يعني أنني عند الدولة أعتبر بطالا، وتتوفر فيَّ الشروط اللازمة لأخذ المنحة. في أول مرة لم أسجل، لكن شخص قال لي إن الدولة تحسب عدد الخريجين المستفادين لتوفير منصب شغل لهم. أي أنني إذا لم أسجل نفسي الدولة لن توفر لي منصب شغل. وأنا الآن أعمل بسعر قليل لا يكفي متطلبات المعيشة. وفي الشروط هناك تعهد بأنني ليس لديَّ عمل خاص، واستخراج شهادة البطالة التي تكون بشاهدين. وهل يدخل ذلك في شهادة الزور والكذب والخداع؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه المنحة مشروطة بالتعهد بأنه ليس لديك عمل خاص، وأن يشهد على ذلك شاهدان، فلا يصح أن تقدم عليها وأنت تعمل عملا خاصا؛ لعموم قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:1}، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا، وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني. وقول القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وكون الدولة لن توفر لك منصب شغلٍ إذا لم تسجل في المنحة، فهذا ليس بعذر في الكذب، والغش، ومخالفة الشرط، ولا سيما مع كون غيرك ممن لا يعمل بالفعل أولى بهذه المناصب.
والله أعلم.