السؤال
أنا خريج جامعة حديث، ملتح، وأنتظر التجنيد، الآن أنا لا أريد أن أحلق لحيتي، مع علمي بوجود رخصة إلا أني لا أستطيع الوقوف أمام أبي الكبير في السن، وأخاف على حزنه؛ لأني إن لم أحلق لحيتي تعلمون عاقبة هذا الأمر أمنيًّا، لن أستطيع السفر، ولا العمل الحكومي، وربما سأحبس فترات. هل تنصحونني بالرخصة أم بالعزيمة في تلك الحالة؟ وإن نصحتموني بالعزيمة، هل يجوز لي ترك البيت تجنبا للمشاكل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تقبل الرخصة ما دامت في محلها، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته. رواه أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وفي رواية: كما يحب أن تؤتى عزائمه.
وقال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار: الأخذ برخصة الله أولى لذوي العلم والحجا من الأخذ بالشدة؛ فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن ينتهى عن محارمه، وتجتنب عزائمه -وأسند- عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة، وأما التشديد فيحسنه كل أحد. اهـ.
وقال عبد الحق الدِّهْلوي في شرح مشكاة المصابيح: إذا لاحظ ترخيص اللَّه سبحانه وتوسيعه وشكر هذه النعمة أخذت الرخصة حكم العزيمة. اهـ.
ويتأكد ذلك بما ذكر السائل من حال والده.
والله أعلم.