الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإحسان للوالدين يكون عند الكبر، أم في جميع مراحل العمر؟

السؤال

قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما) [الإسراء: 23] إلى آخر الآية. هل الأوامر الربانية في الآية مقتصرة على بلوغهما العجز والكبر، أم يجب الإحسان إليهما في جميع مراحل عمرهما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يختص الأمر ببر الوالدين والإحسان إليهما وخفض الجناح لهما والنهي عن الإساءة إليهما بجميع أشكالها. نقول: لا يختص ذلك كله بمرحلة معينة من عمر الوالدين وبحالة من أحوالهما، بل إن الولد مخاطب بتلك الأوامر والنواهي، بمجرد ما يتوجه إليه الخطاب الشرعي.

وإنما خص الله تعالى مرحلة الكبر، لأن كثيراً ممن لا يخافون الله تعالى ولا يتقونه، ليست عندهم روح رد الجميل، ومكافأة الحسنة بالحسنة، ويفرطون في حق آبائهم في هذه المرحلة الحرجة من أعمارهم، ويتملصون من حقوقهم بأي طريقة، ومع ذلك فلا شك أن الأجر في بر الوالد المتقدم في السن أعظم من الأجر في بر الوالد الذي ما زال قادراً على أكثر أموره، فالوالد الكبير سريع التضجر، قليل التحمل، يحتاج بره إلى كثير من العناية والجهد، فلذلك صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني