السؤال
لقد منَّ الله عليَّ وحججت هذا العام عن والدي المتوفى، ونظرا لوجودي برفقة حريم وكبار سن، ولعدم وجود مكان مخصص لنا للمبيت بمنى، كان هناك صعوبة نوعا ما في المبيت؛ خاصة مع كثرة الزحام، وافتراش الطرقات، فكنا نقضي بها ما يقارب أربع ساعات تقريبا متنقلين من مكان لآخر، حسب زحمة المكان، والترتيب الأمني؛ وذلك لصعوبة وجود مكان مخصص للجلوس، أو المبيت فيها، إلا أننا أخيرا وجدنا مكانا مناسبا نوعا ما، فمع أنه غير مهيأ لنوم أو مبيت كالخيام وما شابه، إلا أنه محدد بحواجز، وآمن عن الطرقات التي يعتريها الترتيب الأمني؛ إلا أن كبار السن والحريم كانوا لا يتحملون الجلوس أكثر من ذلك بمنى، فكنا نرحل كلنا مع بعض في وقت واحد.
والسؤال هو: هل أنا أصبت الواجب بالمبيت أم لا؟ وهل عليّ كفارة أو شيء لتقصيري في الواجب؟ وهل حجي صحيح؟ أم هو غير مكتمل؟ مع العلم أني لست المعيل لكبار السن والحريم، هؤلاء معهم أولادهم وأزواجهم، وأيضا الفندق الذي نسكن فيه كان قريبا من منى، فهو على مسافة كيلو متر أو كيلو ونصف تقريبا من منى.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالمبيت بمنى أيام التشريق واجب من واجبات الحج، لا يبطل الحج بتركه، ويتحقق هذا الواجب بالبقاء في منى أكثر من نصف الليل، ولو بجزء يسير، ويعرف ذلك بحساب ما بين غروب الشمس، وطلوع الفجر، وقولك إنك قضيت بها أربع ساعات، إن كنت تعني أنك قضيت الأربع ساعات مستقرا فيها، ولكن قضيت أكثر من ذلك ذهابا وإيابا داخل حدودها، فانظر في مجموع ما قضيته داخل حدودها، فإن ظهر أنه أكثر من نصف الليل، فقد أديت ما عليك، ولا تطالب بشيء، وأما إن كنت تعني لم تقض داخل حدودها أكثر من هذا، فلا نظن أن الأربع ساعات تتجاوز نصف تلك المدة.
وإذا كان الأمر -كما ذكرت- من أنك لست العائل لأولئك النفر من الحجاج، فإنك تكون مفرطا في ترك المبيت بمنى، فانظر فيما قضيته فيها من الساعات، فإن ظهر لك أنك لم تبق في منى أكثر من نصف الليل، فقد تركت المبيت الواجب، فإن حصل ذلك في كل الليالي فيلزمك دم، وإن كان حصل منك في ليلة واحدة، فيكفي أن تطعم مسكينا مدا من طعام، وانظر الفتوى رقم: 312271 ، والفتوى رقم: 18217.
والله تعالى أعلم.