السؤال
أنا ولدت خنثى، وتم تشخيص حالتي أني أنثى، فتربيت على أني أنثى عادية، لكن في البلوغ لم يظهر عندي صدر، ولا عادة شهرية، وخشن صوتي، وعندما بلغت 25 سنة زرت الطبيب، فتبين أني ذكر، ولا أملك رحما، لكن ميولي وإحساسي أنثى، لا أستطيع أن أكون ذكرا؛ رغم أني تابعت عند طبيب نفساني.
هل يمكنني إجراء عملية تحويل إلى أنثى رغم أني طبيا ذكر. لكني تربيت 25 سنة على أني أنثى، وكان حلمي أن أتزوج برجل. وهل يجوز لي أن أبقى على هذه الحال بدون عملية، لكن أعيش أنثى؟ وما هو ذنبي لأنني أتعذب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن كانت أجهزته التناسلية ذكورية، وثبت بالقطع كونه ذكرا من الناحية الطبية، فلا يجوز له الإقدام على عملية تحويل الجنس إلى أنثى. والعكس بالعكس، فالخنثى إذا ثبت طبيا كونه أنثى، فلا يجوز له تحويل الجنس إلى ذكر.
وأما من اشتبه بالجنسين، واجتمع عنده خصائصهما فأشكل حاله، فالعبرة فيه بالغالب من خصائص الذكر أو الأنثى، كما يقرره الأطباء الأمناء. وراجع في ذلك الفتويين: 46857 ، 55744. وراجع في بيان العلامة الفارقة بين الذكورة والأنوثة، الفتوى رقم: 258067.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال: أنا فتاة جامعية، وبقي لي عام واحد على التخرج، وعمري 25 سنة، وإلى الآن لم تأتني دورة شهرية كباقي الفتيات، ولي عضو صغير ذكري وضعيف، وقد يكون حجمه بحجم الإصبع طولا، أعيش في ضيق وكرب شديدين، وأصبحت أشك في صحة عبادتي، لذا لم أجد إلا سماحتكم كدار فتوى للرد على أسئلتي: 1 - ما هي نظرة الإسلام إلى هذه الحالة والتي أظن أنها تسمى بالخنثى؟
2- هل نعد مذنبين إذا شعرنا بعكس طبيعة الحال؟
3- ما مدى صحة العبادات التي أؤديها من صلاة وصوم وغيره؟
4 - هل يختلف حكم الخنثى في الشرع في كونه ذكرا أو أنثى في مسائل الميراث وغيرها من المسائل التي تقضي بالفصل بين الجنسين؟
5- ما حكم التحويل الجنسي، أي: إجراء عملية جراحية لتصحيح العيب؟ وإذا كانت الضرورة تقضي بتحويل المريض إلى جنس مخالف للذي كان عليه مدة سنوات، وعرفه الناس به، فأنا مثلا ينظر الكل على أنني فتاة، فإذا قضت الضرورة أن أكون فتى فهل هناك من حرج؟ وماذا لو أن الوالدين اعترضا بحجة كلام الناس والفضيحة وما شابه ذلك، فهل يعد فعل ذلك عقوقا للوالدين؟ أفيدوني أفادكم الله؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه: يجب على العبد الإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره، والرضا والتسليم مما قدر الله، والصبر على المكاره، ومنه إذا حصل في خلقته ما يباين صفة الآدميين من تشوه أو إعاقة، ومن ذلك أن يولد المرء خنثى، فإن العبد إذا صبر واحتسب آجره الله على ذلك، وليتجنب التسخط والجزع، فإنه يوهن الإيمان ويجر إلى الآثام. إذا علم ذلك فإن من يولد خنثى لا يخلو من حالين:
الحالة الأولى: الخنثى غير المشكل، وهو من كان الغالب عليه علامات الذكورة، فيعامل معاملة الذكور في أمور عبادته وغيرها، ويجوز علاجه طبيا؛ مما يزيل الاشتباه في ذكورته. أو كان الغالب عليه علامات الأنوثة، فيعلم أنه أنثى فيعامل معاملة الإناث في أمور العبادة وغيرها، ويجوز علاجه طبيا؛ مما يزيل الاشتباه في أنوثته.
الحالة الثانية: الخنثى المشكل، وهو: من لم تتبين فيه علامات الذكورة أو الأنوثة عند البلوغ، أو مات وهو صغير أو تعارضت فيه العلامات، فيعامل بالأحوط في أمور العبادة وغيرها. اهـ.
والله أعلم.