الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تاب من معاصيه ولا يفارقه الحزن على ارتكابها

السؤال

كانت لدي بعض المعاصي، وقد تبت منها، وقد أصابني الحزن الشديد، لأن هناك بعض المعاصي التي لم أتوقع فعلها، وقد مررت بفترة سيئة جدا، فكيف أستطيع أن أخرج من هذا الاكتئاب والحزن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن حصول الحزن للمسلم أمر عادي، ولكن من الخطأ الاسترسال معه والتمادي فيه، بل الذي ينبغي هو الأخذ بأسباب دفعه والتخلص منه، وانظر الفتوى رقم: 167119.

فإذا علمت هذا، فإن حزنك على ما ارتكبته من المعاصي أمر حسن، وهو دليل على الندم الذي هو ركن من أركان التوبة، فينبغي لك أن تجعل هذا الحزن حاملا لك على الاجتهاد في طاعة الله تعالى والبعد عن مناهيه، والذي يخفف عنك هذا الحزن أن تستحضر أن التوبة مقبولة من كل من جاء بها على وجهها، وأنك متى تبت توبة نصوحا صحيحة مستوفية لشروطها وأركانها، فإنك ترجع من ذنبك كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وأحسن ظنك بالله واحمده على أن استنقذك بفضله من حمأة المعصية، وسله التثبيت على الحق حتى تلقاه، وافرح بنعمته عليك وتوفيقه لك للطاعة، وكلما ذكرت ذنبك وندمت عليه، فأحدث طاعة ترتفع بها منزلتك عند الله تعالى، وقد بينا ما هو الأولى تجاه الذنب، هل أن يتذكره العبد أو ينساه في فتوانا رقم: 161551، فانظرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني