السؤال
أحد أقاربي مصاب بنزيف في المخ وفي غيبوبة والطبيب يقول إن جذع المخ قد مات ، لكنه في الرعاية موصل بأجهزة التنفس وما زال قلبه ينبض. هل نرفع عنه الأجهزة ؟ ما المستحب وما المكروه؟ هل نحن نعذبه بإبقائه على الأجهزة
أحد أقاربي مصاب بنزيف في المخ وفي غيبوبة والطبيب يقول إن جذع المخ قد مات ، لكنه في الرعاية موصل بأجهزة التنفس وما زال قلبه ينبض. هل نرفع عنه الأجهزة ؟ ما المستحب وما المكروه؟ هل نحن نعذبه بإبقائه على الأجهزة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ثبت موت جذع دماغ هذا المريض، فلا حرج في رفع أجهزة الإنعاش عنه، فإن موت جذع الدماغ هو الذي يترتب عليه الموت الدماغي، وذلك أن الدماغ يتكون من أجزاء ثلاثة هي:
المخ: وهو مركز التفكير، والذاكرة، والإحساس.
المخيخ: ووظيفته توازن الجسم.
جذع المخ: وهو المركز الأساسي للتنفس والتحكم في القلب، والدورة الدموية.
ومفهوم موت الدماغ: هو توقفه عن العمل تمامًا وعدم قابليته للحياة. فإذا ما مات المخ أو المخيخ من أجزاء الدماغ، أمكن للإنسان أن يحيا حياة غير عادية، وهي: ما تسمى بالحياة النباتية. أما إذا مات "جذع الدماغ " فإن هذا هو الذي تصير به نهاية الحياة الإنسانية عند أكثر الأطباء. كما جاء في بحث الشيخ الدكتور بكر أبو زيد (أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء).
وقال الأستاذ الدكتور محمد علي البار في بحثه عن موت الدماغ: تشخيص جذع الدماغ يعني أساسًا توقف التنفس التلقائي توقفًا تامًا لا رجعة .. وبالتالي يجعل تشخيص موت الدماغ أو جذع الدماغ مقبولًا من الناحية الشرعية إذا اتخذت كافة الاحتياطات اللازمة في تشخيص جذع الدماغ. اهـ. ويمكنك الاطلاع على تفاصيل هذا الموضع في الأبحاث المنشورة في العدد الثالث من مجلة مجمع الفقه الإسلامي.
وقد أقر مجمع الفقه الإسلامي رفع أجهزة الإنعاش وإيقافها متى تبين بالفحوصات الطبية المؤكدة من قبل المختصين بأن هذا الشخص قد مات دماغيا، فجاء في قراره المتعلق بذلك: المريض الذي رُكِّبت على جسمه أجهزة الإنعاش، يجوز رفعها، إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائيّاً، وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء أن التعطيل لا رجعة فيه، وإن كان القلب والتنفس لا يزالان يعملان آلياً بفعل الأجهزة المركبة. اهـ.
وراجع للفائدة الفتويين: 280387، 9005.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني