السؤال
1-والدتي تغسل كلى، وجميع مراكز الغسيل مختلطة. فهل يجوز ذلك؟
مع العلم أنه يوجد ممرض، وممرضات فعند بدء الغسيل يتم وضع إبر في اليد؛ فتنكشف اليد.
2-هل يجوز لها الذهاب وحدها بدون أحد؛ فإنه توجد ممرضات، أي أنه يوجد أكثر من امرأة.
فهل يجوز ذهابها وحدها بدون الزوج، أو الابن، وربما يقوم الممرض أحيانا بوضع الإبر في حال انشغال الممرضات بمرضى آخرين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي والدتك، وأن يعافيها.
وأما جواب ما سألت عنه، فمن محاسن الشريعة أنها رفعت الحرج عن أتباعها، وقرنت التكليف بالاستطاعة، وجعلت المشقة جالبة للتيسير.
وعليه، فإذا لم يتيسر مركز لغسيل الكلى خاص بالنساء، فلا حرج لمن تحتاج إليه أن تذهب للمراكز المختلطة، فإن لم يتيسر للمرأة من تباشر العمل معها من الممرضات، فلا حرج عليها إن قام بذلك ممرض. ولا حرج عليها أن تذهب لذلك وحدها إن أمنت الفتنة، وأمنت من حصول المحاذير الشرعية كالخلوة برجل أجنبي عنها، وذلك لوجود الممرضات الثقات.
قال الخطيب الشربيني في شرحه (مغني المحتاج): اعلم أن ما تقدم من حرمة النظر، والمس هو حيث لا حاجة إليهما. وأما عند الحاجة، فالنظر والمس (مباحان لفصد، وحجامة، وعلاج) ولو في فرج للحاجة الملجئة إلى ذلك؛ لأن في التحريم حينئذ حرجا، فللرجل مداواة المرأة، وعكسه، وليكن ذلك بحضرة محرم، أو زوج، أو امرأة ثقة إن جوزنا خلوة أجنبي بامرأتين، وهو الراجح. اهـ.
وقال النووي في المجموع: المشهور جواز خلوة رجل بنسوة لا محرم له فيهن؛ لعدم المفسدة غالبا؛ لأن النساء يستحيين من بعضهن بعضا في ذلك. اهـ.
وفي حاشية الجمل: يجوز خلوة رجل بامرأتين، ثقتين يحتشمهما، وهو المعتمد. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 8107.
والله أعلم.