السؤال
في يوم من أيام الشهر الفضيل كنت أشرب الماء إلى أن دخل وقت أذان الفجر، فلم أسمع الأذان، بل كنت أعلم أنه سوف يؤذن بعد دقيقتين، علمًا - أيها الشيوخ الأكارم - أني لم أتعمد شرب الماء، بل شربته لأجل أن أهضم به الطعام, وسوف أخبركم ما بي: لقد أجريت عملية حزم المعدة المعروفة لدى الناس، وفي هذا اليوم المبارك كنت أتسحر، فوقف الطعام في معدتي وكنت سأختنق لو لم أشرب الماء ليزول الطعام، وقد أدخل في متاهة لا يعلمها غير الخالق, فأرجو منكم أن تفتوني بما هو صالح, هل صيامي الآن صحيح أم علي قضاء أقضيه بعد رمضان؟ علمًا أني وأكرر لست متعمدًا لذلك - جمعنا ربنا وإياكم في جنات النعيم -.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قد شربت الماء بعد موعد الأذان بدقيقة أو دقيقتين, فالظاهر أن صيامك صحيح, ولاقضاء عليك, فالأذان في الفترة الحالية يعتمد فيه على التوقيت؛ لتعذر رؤية الفجر؛ لأجل كثرة الأضواء, والتقويم غالبًا يكون متقدمًا على دخول الوقت بعدة دقائق من باب الاحتياط.
جاء في اللقاء الشهرى للشيخ ابن عثيمين: لا شك أن الله سبحانه وتعالى ربط الإمساك والإفطار بعلامات محسوسة أفقية، الإمساك بطلوع الفجر، فمتى طلع الفجر ورأيته فأمسك سواء أذن أم لم يؤذن، ومتى أذن ولم يتبين الفجر فلك الأكل، لكن من المعلوم أننا الآن لا يمكن أن نشاهد الفجر؛ لأن البلد مضيئة بالأنوار، والناس أكثرهم في الحجر لا يشاهدونه، فمن باب الاحتياط أنك إذا سمعت المؤذن فأمسك، ولكن لا حرج عليك أن تأكل اللقمة التي في يدك، أو تشرب الكأس الذي في يدك. انتهى.
وقال الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى -: ... التقويم - كما ذكرنا - هو علامة يستدل بها، فلا ينبغي أن يتأخر عن حد التقويم تأخرًا كثيرًا، أما لو تأخر دقيقة أو دقيقتين وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به ... اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 216736.
والله أعلم.