السؤال
إذا كان لدي سيارة وفصلت عداد الكيلو متر لتطول مدة الضمان كما يعمل الكثير من الشباب فما الحكم ؟ وجزاكم الله خيراً....
إذا كان لدي سيارة وفصلت عداد الكيلو متر لتطول مدة الضمان كما يعمل الكثير من الشباب فما الحكم ؟ وجزاكم الله خيراً....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن المعلوم أن بعض شركات السيارات أصبحت تقدم بعض الخدمات للمشتري ترويجاً لسياراتها، ومنها أن تقدم ضماناً بمدة زمنية محددة أو مسافة محددة تتفق مع المشتري عند شرائه للسيارة عليها، بحيث تضمن الشركة إصلاح أية أعطال تحدث للسيارة خلال مدة الضمان، ولا يخفى أن من يقوم بفصل العداد، وبالتالي تقطع السيارة مسافات تفوق كثيراً ما اتفق عليه، وقد يحدث العطل بعد المسافة المتفق عليها بين الشركة والمشتري، لا يخفى أن هذا نوع من الغش والخداع، وفيه ما فيه من أكل المال بالباطل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن مسعود رضي الله عنه وصححه الألباني.
وقال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29].
ومن هنا تعلم أخي السائل أنه لا يجوز لك فصل عداد الكيلو متر لتطيل مدة الضمان، ولا تغتر بكثرة من يفعل ذلك، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا. ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي.
وقد قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- ما معناه: الزم طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين.
والخلاصة: أن تواطؤ الناس على الغش لا يسوغ الدخول معهم فيه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني