الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في الأماكن المختلطة.

السؤال

سؤالي كالتالي: أنا فتاة في مقتبل العمر، تعلمت في كلية "تخصص سكرتارية وسجل طبي" وأعمل الآن كسكرتيرة في جمعية الهلال الأحمر في بلدي، قسم الإسعاف.
في العمل أناس كثيرون شباب، وشابات، والجميع يعمل بانفتاح كبير، لم أعثر إلا على بعض الشابات المنضبطات، وسرعان ما يتركن العمل لسبب، أو لآخر.
مع العلم أن هناك بعض الفتيات غير المتحجبات اللواتي أرى فيهن الطيبة والانضباط، وأتمنى من الله أن يهديهن، فأتكلم معهن عن الدين، والحجاب فهن يصلون، ويقمن بالفرائض، ولكن لهن بعض التصرفات، مثل التكلم مع الرجال دون ضرورة، وعندما أتكلم معهن ينفرن، وأرى أنهن لا يردن فتح هذه المواضيع، فأنفر منهن.
وبعض الفتيات غير المتحجبات -أيضاً- عندما أتكلم معهن يبدين الاستعداد، والحب للحجاب، ولكن أرى ملابسهن، وتصرفاتهن غير ذلك. أحياناً كثيرة أشعر بالإحباط حيث إنني نادراً ما أرى شاباً، أو فتاة متدينة، أو حتى تملك أدنى سلوكيات الحياة الإسلامية.
فهل هناك حرمة في عملي؟ علماً أنني ألزم مكتبي كثيراً من الأوقات، ولا أختلط بالموظفين، ولا بالنوعيات السيئة من الموظفات، والجميع يعرفني، ويلزم حدوده في التعامل معي أثناء العمل.
وما هو الحكم الشرعي للفتاة التي تصلي، ولا ترتدي الحجاب؟
وما هو حكم علاقتي بهن؟ علماً أنني عندما أرى تصرفات غير صالحة، كالكلام المنفتح، والضحك بصوت عال، فإني أنسحب، ولكن أخشى كثيراً على نفسي من الفتنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن احتجت إلى هذا العمل، ولم تجدي عملاً سالماً من الاختلاط، وتقيدت بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة، وعدم المصافحة، ولزوم الستر، والفرار من الاختلاط بالرجال قدر الإمكان، جاز لك العمل، ولا ينبغي أن تملي من دعوة زميلاتك، والصبر عليهن والرفق بهن.
ولا حرج في تعاملك معهن في حدود ما أمر الله، بحيث لا يجر ذلك إلى الوقوع في غيبة، أو نميمة، أو تحاسد، أو رفع صوت وخضوع بالقول، وغير ذلك مما حرم الله.
وأما الفتاة التي تصلي، ولا ترتدي الحجاب، فهذه مرتكبة لمحرم ظاهر؛ إذ الحجاب فرض على المرأة بنص القرآن والسنة.
فعليها أن تستمر في صلاتها، وأن تسعى لارتداء الحجاب الشامل الكامل. وصلاتها لا تغني عن حجابها، لكنها -من غير شك- أفضل من التي لا تصلي، بل لا مقارنة بينهما. ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
وقد سبقت فتوى عن العمل المختلط، ويمكنك الاطلاع عليها للفائدة: 522
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني