السؤال
فضيلة الشيخ، من الله علينا بفضله بحج بيته هذا العام، السؤال عن طواف الوداع: كنا مع شركة سياحة ضمن الفوج، الشركة هى التي ترتب أماكن الإقامة والتنقلات بالاتوبيسات، كان البرنامج بعد انتهاء مناسك الحج الذهاب للمدينة المنورة والمكث فيها يومين أو ثلاثة، أخبرنا المشرف أن الاتوبيس سوف يكون جاهزا ويبدأ السفر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة الساعة السابعة صباحا بتوقيت مكة يوم الثلاثاء 14 ذي الحجة، فذهبت للكعبة الساعة الثانية والنصف فجراً وطفت طواف الوداع وانتهيت منه الساعة الثالثة والنصف صباحا انتظرنا الاتوبيسات ولا نعلم متى تصل ونمنا واستيقظنا وصلينا، وفجأة وصلت العصر تقريبا وبدأت التحرك قبل المغرب بربع ساعة أى تقريبا الخامسة والربع بتوقيت مكة فى ذلك اليوم، أي مر حوالي خمسة عشر ساعة على مكثنا بمكة بعد طواف الوداع، لم نشتر أي شيء فقط صلينا ونمنا وانتظرنا، وعند ما كنا فى الاتوبيس فى انتظار التحرك تصدقنا ببعض المال وبعضنا دفع بعض الكفارات للفقراء الذين كانوا على الرصيف لأنه كما قالوا لنا من عليه كفارات أو يريد التصدق فليفعل بمكة حيث يعظم الثواب كثيراً.
الآن ما حكم طواف الوداع وماذا علينا الآن، علما بأننا لم نعد طواف الوداع لأننا لم نعلم متى ستحضر الاتوبيسات كنا فى انتظارها ولو ذهبنا للمسجد الحرام لإعادة الطواف ربما حضرت وغادرت وفاتتنا، وربما لم تحضر فى نفس اليوم ما الحل الآن بعد أن عدنا لبلدنا أي غادرنا السعودية تماما؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام بقاؤكم بمكة بعد طواف الوداع كان لأجل انتظار الرفقة وأنتم في ذلك مشتغلون بأسباب السفر متأهبون له فإن طوافكم للوداع صحيح ولا يلزمكم شيء، ولا حرج كذلك على من تصدق في طريقه أو أخرج كفارة لزمته أو نحو ذلك.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: الواجب على من أراد السفر من مكه بعد حجه أو عمرته أن يجعل الطواف آخر عهده لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف. ولكن لو فرض أن الرجل طاف للوداع بناء على أنه مغادر، ولكنه اشتغل بشيء يتعلق بالسيارة بإصلاحها مثلاً أو انتظار رفقة أو ما أشبه ذلك. فلا تجب عليه إعادة الطواف.. وكذلك قال العلماء لو اشترى حاجة في طريقة لا لقصد التجارة، فإنه لا تجب عليه إعادة الطواف. ولكن إذا قرر الإنسان بعد أن طاف طواف الوداع البقاء في مكة من الليل إلى النهار، أو من النهار إلى الليل فإن عليه أن يعيد طواف الوداع من أجل أن يكون آخر عهده بالبيت. انتهى.. من فتاوى نور على الدرب.
ولا شك في أن انتظاركم للسيارة هو في معنى انتظار الرفقة ومن ثم فلم يكن يلزمكم إعادة الطواف، لما في ذلك من الحرج والمشقة.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله أيضاً: وقوله (فإن أقام) ظاهره أنه إذا أقام بعد طواف الوداع وجبت عليه إعادته سواء كانت الإقامة طويلة أو قصيرة، إلا أنهم استثنوا من ذلك إذا أقام لانتظار الرفقة فإنه لا يلزمه إعادة الطواف ولو طال الوقت، لأن إيجاب الإعادة عليهم يلزم منه التسلسل، أو أنه لما انتهى من الطواف أذن للصلاة فلا بأس أن يصلي، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما طاف للوداع صلى الفجر ثم سافر متجهاً إلى المدينة. وكذلك لو فرض أنه تبين له عطل في سيارته بعد الطواف فجلس في مكة من أجل إصلاحه، فإنه لا يلزمه إعادة هذا الطواف لأنه إنما أقام لسبب متى زال واصل سفره. انتهى.
والله أعلم.