الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تطلب الطلاق لكون الزوج لا يفي بحاجتها في الوطء

السؤال

زوجي لا يطلبني للجماع و عند ما أرى أنه قد مر شهر ولم يجامعني أذهب له وأطلب منه الجماع لكن لا أحس معه بمتعة، وأنا ألاحظ أنه أغلب الأوقات يتحلم ويقضي شهوته فقط بالأحلام وأنا صرت أتعب من كثرة ما أروح أنا أطلبه الجماع لأني أيضا أريد أن أحس بأنوثتي. فماذا علي أن أفعل هل يجوز لي طلب الطلاق مع العلم أنه عندي طفل، سنتان معه وأنا لا أعيش معه حياة طبيعيه فهو له عالمه الخاص وليس فيه شي مشترك لا في الأفكار ولا في شيء، أشعر أني أعيش مع شخص غريب وأنا لست مرتاحة معه وصار لي ثلاث سنين وأنا صابرة لكن تعبت نفسيتي كثيرا ماذا أفعل؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله عز وجل في محكم كتابه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {النساء:19}. ومن معاشرة الزوجة بالمعروف إعفافها، وإشباع رغبتها الغريزية حتى لا تتطلع إلى الحرام وذلك واجب على الزوج لا يسعه تركه, وقد اختلف أهل العلم في القدر الواجب من ذلك، وقد ذكرنا مذاهبهم في الفتاوى التالية أرقامها: 24138, 29158, 56769 .

والراجح من هذه الأقوال ما ذهب إليه ابن تيمية رحمه الله حيث قال: يجب على الزوج أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه: أعظم من إطعامها، والوطء الواجب قيل: إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل: بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصح القولين. انتهى.

وإنا لننصحك بما يلي:

1- الصبر على زوجك فإن في الصبر على ما يكرهه الإنسان خيرا كبيرا وقد جعل الله سبحانه الفرج مع الصبر واليسر مع العسر.

2- حسن التبعل والتجمل له لشد انتباهه إليك، فإن من أسباب انصراف الرجال عن زوجاتهم إهمال النساء في الزينة والتجمل والتبعل بصفة عامة .

3- ينبغي مصارحة زوجك بما يكدر صفوك ويزعجك، فكتمان ذلك إنما يزيد الضغينة والخلاف، وأهم ما تستقيم عليه الحياة الزوجية هو المناصحة والمصارحة بين الزوجين، وتغاضي كل منهما عما يمكن التغاضي عنه من هفوات الآخر.

4- محاولة إيجاد قنوات مشتركة بينك وبين زوجك وإزالة هذه الوحشة الحاصلة بينكما.

فإن أخذت بهذه الأسباب وغيرها مما يفتح الله به عليك ولم تستقم أحوال زوجك فلا حرج عليك حينئذ في طلب الطلاق منه كما بيناه في الفتوى رقم: 29158 .

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني