السؤال
حضرة الشيخ, أود معرفة حكم التدرب على فن رسم المنجى لشخص حلمه إنتاج قصة مصورة تتحدث عن السيرة النبوية وهل يعتبر آثما إذا فعل ذلك، من أجل التوضيح فقد توقفت نهائيا عن ممارسة الرسم منذ علمت بمنع تمثيل ذوات الأرواح، لكن حلمي ما زال يراودني...؟ ولكم جزيل الشكر على الإجابة وجعلكم الله منارا للأمة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرسم ذوات الأرواح إذا كان باليد على اللوحات والجدران والثياب ونحوها محرم عند جماهير العلماء، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 14116.
هذا هو الأصل ولكن لأسباب سبق بيانها في الفتوى رقم: 3127 رجحنا أن إنتاج وتصوير الأفلام الكرتونية والمسرحيات الهادفة المنضبطة بالضوابط المذكورة سابقاً أشبه بالصواب، تيسيراً على الناس، واستصلاحاً لما أمكن، وتخفيفاً للشر ومزاحمة له وإقامة للحجة في ترك ما هو أعظم شراً منها، ومراعاة لاختلاف أحوال الناس في طرائق التعلم والتلقي، ومخاطبة الناس باللغة التي هي أكثر تأثيراً من غيرها، على أن يجتهد أهل العلم والمختصون بالبحث الدائم عن الوسائل التي تؤدي الغرض، وتكون أسلم وأبعد من المخالفات الشرعية حسب الإمكان.
ومن ذلك أن يتجنب في الرسم إيضاح ملامح الوجه أو محاكاة الواقع بدقة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة. صححه الألباني.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب، فأمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، وأمر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن، وأمر بالكلب فليخرج. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح، وصححه الألباني.
وللمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 35022.
والله أعلم.