الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استفادة الأولاد من مال أبيهم الموظف في بنك ربوي

السؤال

أنا أعيش في أسرة مكونة من 15 فردا كنت أعيش بالأردن وكان أبي يعمل في أحد البنوك هنالك وأخذ يترقى إلى أن أخذ منصب عاليا في البنك ولكن حياتنا كانت جحيما أنا وإخوتي حيث كنا نعاني من المشاكل المستمرة التي لا تنقطع من والدة أبي حيث كانت تعاملنا بقسوة نحن وأمي مما أدى إلى طلاق أمي من أبي عام 1995 عندما ذهبنا إلى زيارة لأهلنا في فلسطين ثم قام أبي بأخذنا إلى الأردن من جديد وتزوج بأخرى لكننا من الصغر أنا وإخوتي كنا نستحي بل نخجل بأن نخبر زملاءنا في المدرسة بأن أبي يعمل في بنك لأننا كنا نعلم أنه حرام على كل حال شاء الله تعالى أن نسافر إلى فلسطين بعد العام 1997 فعدنا وعادت معنا جدتي ولم تأت زوجة أبي معنا لأنها لا يوجد لها تصريح للزيارة أنا وإخوتي 7 لنا أخت كبيرة تزوجت وبفينا نحن 6 أولاد أكبرنا لا يمشي فهو على كرسي متحرك وانتقل معنا أبي إلى هنا وكانت حياتنا مثل ما قلت لك بل زادت سوءا وكان التضيق الشديد من أم أبي وأبي كان يصدقها بكل شيء ولا يصدقنا أبدا مثلما تقول له يعمل وتقول له عنا أشياء فيصدقها إلى اليوم الذي أبعث لك بهذه الرسالة على كل حال كنا نعاني كثيرا أنا وإخوتي ونجلس مع بعضنا البعض ونبحث الذي أصابنا وكنا نجزم أنه من العمل الذي يقوم به أبي لأنه كما قال لنا المشايخ حرام والجيد بالأمر كله بالرغم من أن أمي تم تطليقها قبل حوالي 13 عاما أو أكثر حيث كنا نعيش لوحدنا أنا وإخوتي ومع أبي وأمه إلا أننا وبحمد الله تعالى لم نكن نعرف إلا المسجد والبيت فقط نظرا لأننا كنا ممنوعين من الخروج من البيت والحمد لله على كل حال شاء الله تعالى أن يتم أسري من قبل الاحتلال الصهيوني لمدة سنتين، وبعد عام من أسري ترك أبي البنك لمشاكل حدثت داخله حيث إنه تقاعد من البنك الذي كان يعمل به بالأردن وعندما جئنا إلى فلسطين عمل في بنك آخر براتب أكثر ومنصب أعلى والله أعلى من الجميع، ذهب إخوة لي للدراسة في الخرج وأنا خرجت من السجن وفي نفسي غصة حيث إني لا أريد الخروج لما سمعت عن حال دارنا إنه لم يتغير على كل حال أكملت الدراسة الجامعية والمهم بالأمر والدي ذهب لأداء العمرة مع العلم أنه يذهب كل عام لأداء العمرة ذهب زيارة إلى عمان حيث يتواجد لي 3 إخوة هنالك من بينهم أصغر إخوتي حيث إنه أنهى دراسته الثانوية بتقدير ممتاز وذهب للدراسة في الأردن ولم يقبلوه إلا أن يدخل موازي أي يدفع الضعف في الرسوم الدراسية درس أول فصل والفصل الثاني لم يدرسه لأنهم سيأخذون منه النقود مضاعفة ذهب أبي إليه وقال له بأن يحلق لحيته وإلا سوف يمنع عنه المصروف ويمزق جواز سفره فأخي سأل شيخا عنده وقال له لا تحلق مع العلم بأننا لا نريد أكل الربا مثلما أبي يأكله والله بأن نقود أبي تذهب هنا وهنا، وإذا أراد أن يصرف علينا شيئا يحاسبنا عليه وكأننا نحن الذين نضيع نقوده ويقولها لنا دائما بأننا لا ننفع وبأننا تجارة خاسرة ومن هذه الأمور الله بحيث أصبحت عندنا حاله نفسية من المنزل والمكوث به وهو يفضل أبناء زوجته أي إخوتي الصغار علينا ونحن ليس لنا أحد يدافع عنا حيث تركتنا أمي والله إنها كانت مظلومة ونحن لا نحملها أي ذنب نظرا لما عاشته وشاهدناه بأعيننا من ظلم أم أبي وأبي وتزوجت أمي قبل حوالي 7 سنوات ولله الحمد والله أقول ما أقول ولا أشعر بأي حزن لأننا ما تركنا الله في الرخاء ونعلم أنه لا يتركنا بالشدة أبدا ما أريد قوله مع أن أبي قد ترك البنك ولكنه ما زال يأخذ راتب تقاعد من البنك الأول وأخذ تعويضا عن العمل في البنك الثاني ونقوده في البنك هل نحن آثمون الآن لأنه يصرف علينا؟ ما الواجب أن نعمله الآن؟؟ وكيف نتعامل مع النقود؟ مع العلم بان أصغرنا عمره 20 عام وهو يريد ترك التعليم لأن النقود حرام ويريد أن يعمل لوحده ويحصل على رزقه بعيدا عن نقود أبي وأنا لا آخذ من نقود أبي شيئا، لي بعض النقود وأصرف منها مع أنني إذا يسر الله لي سأعمل قريبا ..
فالرجاء ما العمل في ظل هذا الحال وماذا يعمل أخي الذي طلب منه والدي أن يحلق لحيته ؟؟؟؟
أرجو منكم الإجابة السريعة مع دعائي لكم ولجميع المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يفرج كربكم ويصلح شأنكم ويصلح ذات بينكم، ومن المعلوم أن العمل في البنوك الربوية محرم، فإن أكل الربا والتعامل به من أكبر الكبائر، وقد ثبت تحريمه بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع علماء الأمة.

فالواجب على والدك هو ترك العمل في هذا البنك الربوي والتوبة من التعاون على الربا؛ لأن كل من أعان على الربا فهو مشترك في الإثم، والإعانة في باب الربا من أكبر أنواع الإعانة إثما، ويدل على ذلك ما رواه مسلم عن جَابِرٍ قال: لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وقال: هُمْ سَوَاءٌ. وعليك أن تنصحه في ذلك برفق ولين مع مراعاة بره وعظيم حقه عليك، ويمكنك الاستعانة بأهل الصلاح في ذلك.

أما حكم الأكل من مال والدكم فالجواب أنكم ما دمتم بحاجة إلى الأكل منه لعدم وجود غيره أو عجزكم عنه أو انشغالكم بتعليم متأكد فلا حرج عليكم فيه.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 16549، 16659، 20986، 22053، 22295، 63996.

أما حلق اللحية، فإن حلق اللحية حرام؛ لما ورد في ذلك من الأحاديث الصريحة والأخبار، ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار ولقول جمهور العلماء به. ولكن قد يرخص في حلق اللحية عند الخوف على النفس أو الأهل من القتل أو الحبس أو التشريد، أو الأذى الذي لا يطيقه الإنسان؛ كالفصل من العمل الذي لا يجد غيره أو التضييق عليه في سبل العيش الضروري، فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لأخيك فإننا لا نرى مانعًا من تخفيف لحيته أو حلقها، وإن كان الصبر على الأذى وتحمله أفضل.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 3198، 25794، 71215.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني