السؤال
من خلال تصفحي للفتاوى المتعلقة بأعياد الميلاد وجدت أنكم تعتبرونها محرمة نظرا لأنها تقليد للغرب ولأنها بدعة. ولو تفضلتم لي هنا تعليق، فهل كل تقليد للغرب محرم؟ فنحن نقلد الكثير من نظامهم التعليمي والرياضي .... وهذه أمور لم يرد تحريمها، كما أن الاحتفال بأعياد الميلاد أمر يجلب السرور (طبعا مع الالتزام بضوابط الشرع) من دون مضرة، فهي وإن كانت عادة غربية فهي عادة ليست بالسيئة، فنحن أخذنا منهم نظامنا المروري لأن نظامهم جيد، فما المانع من تقليدهم في هذا النوع من الاحتفال خصوصا أن عيد الميلاد هو ذكرى سعيدة لانضمام فرد جديد للأسرة. أما القول إنها بدعة، فأنا أفهم أن البدعة تكون في أمر الدين فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". والاحتفال بعيد الميلاد عادة اجتماعية وليس إدخال أي جديد في ديننا الحنيف، فكما قلت سابقا، فقد أدخلنا أنظمة جديدة (كنظام المرور) لم تكن مشرعة على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا زمن صحابته الكرام، ومع ذلك لا يقال عن تلك المحدثات إنها بدع أو تقليد للغرب. أرجو الإيضاح بشكل واضح ومفصل...
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
فإن أعياد الميلاد ليست من أعياد الإسلام ولا يشرع للمسلمين تقليد الكفار فيها، وقياس ذلك على نظام المرور أو غيره من الأعمال الدنيوية التي تعود بالفائدة على المسلمين ولا تتنافى مع الشرع قياس غير صحيح.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قياس أعياد الميلاد على نظام المرور أو غيره من الأعمال الدنيوية التي تعود بالفائدة على المسلمين قياس غير صحيح، فإن طرق تدبير أمور الدنيا ومصالح الناس من صحة أو غيرها ممالا يتنافى مع الشرع لا مانع من أخذه من غير المسلمين، ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئاً. رواه مسلم.
والغيلة جماع المرضع، أو الرضاع حال الحمل...
وأما يتعلق بأعياد الميلاد فقد جاء النهي الصريح عن الاحتفال بأعياد غير الأعياد التي في الإسلام، ومن المعلوم أن أعياد الميلاد ليست من أعياد المسلمين ولا أصل لها في الإسلام بل هي من أعياد الكفار ولا يشرع فعلها، ففي سنن أبي داوود والنسائي من حديث أنس بن مالك أنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. والحديث صححه الألباني فهذا الحديث يدل على أنه لا يوجد في الإسلام عيد غير هذين العيدين وأنه لا يشرع الاحتفال بغيرهما من أعياد الكفار أو تقليد الكفار في ذلك.
والله أعلم.