السؤال
ماحكم التعامل مع برامج محادثات الصداقة التي تتم عبر الإنترنت كتابةً، وبدون سماع صوت المتحدثة؟
ماحكم التعامل مع برامج محادثات الصداقة التي تتم عبر الإنترنت كتابةً، وبدون سماع صوت المتحدثة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد صان الإسلام العلاقات بين الأفراد، وحدَّها بسياجٍ يلائم النفسَ البشرية، فحرم العلاقة بين رجلٍ، وامرأةٍ، إلا في ظل زواج شرعي، وكذلك لا يصح مخاطبة رجلٍ امرأةً، ولا امرأةٍ رجلا، إلا لحاجة.
وإن كانت ثَمَّ حاجةٌ داعيةٌ إلى الخطاب بينهما، فليكن ذلك في حدود الأدب والأخلاق، قال -تعالى-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب: 53}. وقال -تعالى-: إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا {الأحزاب: 32}.
والخطاب قد يكون باللسان، والإشارة، والكتابة، فهو عبارة عن كل ما يبين عن مقصود الإنسان. قال -تعالى-: قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا {آل عمران: 41}، وقال الشاعر: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
فالواجب على المسلمين الحذر من مخاطبة النساء عبر ما يعرف بمواقع الصداقة على الإنترنت، فذلك من طرق الشيطان وسبل الغواية، قال -تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}.
وإذا كانت الصداقة بالواسطة ممنوعة محرمة، فإن كل علاقة، أو صداقة أكثر قرباً ومباشرة، كالصداقة عبر الهاتف، أو اللقاء المباشر، أو غير ذلك أشد تحريماً، وأعظم خطراً.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني